Mar 10, 2009

هوّن عليك..فلا هناك ولا هنا

كنت بشوف فيلم الجزيره , عجبنى الفيلم جدا,القصه واقعيه عن عزت حنفى وقرية النخيله فى الصعيد , السيناريو والحوار رائعين فعلا(السيناريست اسمه محمد دياب) , الحوار فيه جمل كتير تشد , مثلا المشهد اللى الأب تاجر المخدرات والسلاح والقاسى جدا على الأقل فى الظاهر( محمود يس) بيقول لابنه (أحمد السقا) حقيقة مرضه وإنه فى مراحله الأخيره وخلاص هيموت , رد فعل ابنه طبيعى جدا لما يعرف ان أبوه هيموت , الغريب هو تصرف الأب لما شاف دموع ابنه , قال له: اوعى تحب حد للدرجه اللى تبكيك عليه , ياااه جمله قاسيه جدا وخصوصا انها من أب لابنه , أنا فكرت فيها كتير وافتكرت كمان انى قريت المعنى ده فى حديث شريف ودورت عليه لحد ما لقيته فعلاً بيقول نفس المعنى تقريبا حسب فهمى للحديث,عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال"أحبب حبيبك هوناً ما , عسى أن يكون بغيضك يوماً ما , وأبغض بغيضك هوناً ما , عسى أن يكون حبيبك يوماً ما" رواه البخارى فى الأدب المفرد. أعتقد ان ده مهم جداً للصحه النفسيه, لما نحب حد ده احساس ايجابى جدا وبينعكس علينا فى حياتنا , والحب ده مش بمعناه الضيق بين رجل وست , انما بمعناه الواسع , أى حب من أى نوع بين أى اتنين , المفروض يبقى فيه مسافه ولو ضيقه جدا تسمح لنا اننا نعيش لو الشخص ده مبقاش موجود , عشان كمان ما نقعش لو كنا مسنودين عليه بحملنا كله , ده مش هيمنع ان غيابه او تغير مشاعرنا تجاهه مش هيأثر , أكيد هيكون فيه تأثير سلبى , بس المهم التأثير ده هيكون لأى درجه وهياخد وقت قد ايه لحد ما نتعود عليه , وهنقدر نكمل حياتنا بعد كده ولا لأ . لما فكرت فى النقطه دى حسيت ان فيه حاجات كتير محتاجه اعادة حسابات , وتغيير طريقة رؤيتنا للأشياء وللحياه , المسأله أبسط بكتير ومش مستاهله تعقيد , وأحزان كتير أوى أسهل من اننا نحاول نتغلب عليها ويمكن نقدر أو ما نقدرش هو اننا نتجنبها من الأول , يعنى لو صديقك او اللى بتحبه سابك أكيد لازم هتزعل , بس لو فكرت في انه فى اللحظه اللى انت فيها حزين لغيابه مش فاكرك أصلا أو بيعيش لحظه سعيده , جايز جدا ده يفيدك انك تبقى أحسن , أو لو فكرت انه ماكانش صديق حقيقى وان وجوده فى حياتك هو اللى ماكانش صح مش غيابه أكيد ده برضه هيفرق معاك كتير. ما اقصدش من كلامى ان الناس مش مهمين فى حياتنا ولا ان العلاقات الانسانيه رخيصه وسهل جدا نستغنى عنها , اللى اقصده ان مشاعرنا كمان غاليه وان الحزن بياكل من عمر الواحد لحظات وطاقه مهدره هو أولى بيها , وكل اللى بيحبوه ولسه معاه.ه العنوان من قصيده لأحمد بخيت