Feb 21, 2009

هكذا باع الفلسطينيون أرضهم لليهود

كانت آرائى فى كل شئ تتكون مما أتلقفه وأسمعه من أحاديث الناس,وكانت كلها آراء مريحه للنفس , فالهزيمه التى نعيشها اسمها نكسه , أما الفلسطينيون فقد فقدوا وطنهم لأنهم باعوا أرضهم لليهود . وأما العرب فهم يخونوننا ويتخلون عنا فى كل حرب ومع ذلك فيجب أن نحتملهم لأن هذا هو قدرنا.سمعت آخرين يرددون ذلك بكل ثقه ففعلت مثلهم دون أن أشغل نفسى بالقراءه عنه أو مجرد التفكير فيه . ولماذا أفكر وهذه الآراء تعطى شعوراً لذيذاً ومريحاً كما قلت لك ؟ الإحساس بأننا فعلنا كل ما علينا لكن الظروف هى التى خانتنا والزمن الغادر, وكنت أحيانا أقول هذا الكلام لعصام وانا أمزح معه أقول له أنتم بعتم أرضكم لليهود فلا داعى للتظاهر بالحزن ولا لعبارات الوطن السليب وعائدون وأجراس العوده وما أشبه . ولكن لا تهتم يا عصام فنحن سنحرر لكم الوطن السليب ونعيدكم إليه رغم أنوفكم . سنحرمكم من الثروات الفاحشه التى تجمعونها وانتم تتظاهرون أنكم لاجئون مساكين . وذات مره انفجر عصام فىّ غاضبا وقال سأقول لك يا سمير كيف باع جدى وأبى أرض فلسطين . واخذ عصام يكلمنى بصوت مرتفع ببطء وهو يشوح بيديه كأنه يعلم درسا لطفل . قال لى أنا من قريه اسمها حلحول فى فلسطين يا سمير . كان الانجليز يحتلون فلسطين ووعدوا بها اليهود يا سمير . بدأوا يهجرون اليهود لفلسطين ويعطونهم الأرض والسلاح فثار الناس وحملوا السلاح ليدافعوا عن أرضهم يا سمير . وعندما حدثت أول ثوره كبيره فى فلسطين على هجرة اليهود , أراد الانجليز أن يؤدبوا الفلسطينيين ليعرفوا أن الوعد بمنح بلادهم لليهود ليس كذبه , وكانت حلحول بين القرى التى أدبوها . ذات يوم جاء جنود الاحتلال للقريه الصغيره وقال الانجليز لأهلها هناك 36 من الثوار من أهالى حلحول وعندكم 36 بندقيه لابد من تسليمها لنا . ولم يكن من فى القريه يعرفون شيئا عن بنادق الثوار , ولو عرفوا لما سلموها , لكن الانجليز قالوا سنرى . جمعوا من فى القريه من الشيوخ وصفوهم وقوفا فى الشمس, فى الصيف , وقالوا ستظلون واقفين هنا حتى تظهر البنادق . وتناوب الانجليز حراسة أسراهم الواقفين الممنوعين من الجلوس بالنهار والليل , ومر اليوم الأول ولم يتكلم أحد , وفى اليوم الثانى طلب الأسرى الماء فطلب الانجليز البنادق . وعندما سقط الضعاف على الأرض اعياء وعطشا لم يسمح الانجليز برفعهم من مكانهم , وهكذا مر اليوم الثالث دون نوم ودون جلوس ودون ماء ولا طعام , وزاد عدد من عجزت أقدامهم عن حملهم , وفى اليوم الرابع بدأ الشيوخ يموتون . قال عصام , وكان جد ضمن من ماتوا هناك يا سمير , وهكذا باع جدى أرض فلسطين . ثم حكى لى عصام عن أبيه , قال عندما جاءت حرب فلسطين فى سنة 48 ودخلتها الدول العربيه قالت هذه البلاد للفلسطينيين أن يهاجروا منها إلى أن تطهر الجيوش العربيه أرض فلسطين وتقضى على عصابات الصهاينه , ولكى يعجل اليهود بهذه الهجره بدأوا يذبحون الفلسطينيين فى دير ياسين وفى غيرها ليلقوا فى قلوبهم الرعب , وبدأ الناس يهاجرون ورفض أبو عصام , قال لمن معه ان كان علينا أن نموت فلنمت ونحن ندافع عن أرضنا ولا داعى لأن نموت ضحايا كما مات آباؤنا , كان واحدا ممن حملوا بنادقهم وأجسامهم امام دبابات اليهود وسقطوا هناك دون أن يذكر أسماءهم أحد . وقال لى عصام وهكذا باع أبى أرض فلسطين يا سمير . قال سمير , لكى أكتب عن عصام قرأت شيئا عن فلسطين وعن حلحول ثم وجدتنى أقرأ غير ذلك فرأيت حلحول فى مصر ومصر فى فلسطين وآلافا من أجدادى ماتوا مثل جد عصام وآلافا من آبائنا ماتوا كأبيه وأن المصيبه واحده والهم واحد . قلت وانا أتوقع أن يعود سمير لغضبه , نعم ولكن مع ذلك فهناك فلسطينيون غير جد عصام وأبيه باعوا أرضهم أليس كذلك؟ ولكن سمير سكت فتره ثم قال بهدوء: عندما احتل الانجليز مصر وزعوا أرضا على الذين أعانوهم على احتلال مصر وكانوا عشرات , لكنهم وضعوا فى السجون ثلاثين ألفا من الذين ثاروا مع عرابى غير من ماتوا فى الحرب . فمن هم المصريون حقا؟ وعندما جاء اليهود باع لهم بعض الفلسطينيين أرضا وكانوا عشرات , لكن آلافا ماتوا فى الثورات على اليهود وفى الحرب معهم , فمن هم الفلسطينيون حقا؟ يا صديقى فى داخل كل شعب جماعه تنبح وراء من يلقى لها العظمه , وهل تريد ما هو أكثر؟ فى داخل كل انسان ذلك الكلب الذى ينبح والمهم أن نخرسه .ه من رواية شرق النخيل(1983) للرائع بهاء طاهر بتصرف بسيط غير مخل

Feb 6, 2009

الفارس يرتاح قليلا

لا يحتاج إلى مناسبه كى نتذكره,مثله لا ينسى أصلاً,حاضرٌ رغم الغياب,يذكرنى بقول شوقى:الناس صنفان..موتى فى حياتهم,وآخرون ببطن الأرض أحياء
السيد نام,الفارس يرتاح قليلاً,مجدى ليس مجرد شخص,هو فكره..والأفكار لا تموت, هو قيمه..والقيم تزداد حاجتنا إليها كلما طغى الفساد وتجبر,لا أزكيه على الله وأحسبه عاش ومات على خير,وكلى يقين انه الآن فى حالٍ أفضل,كل الحكايه أننا نفتقده..جداً
ادعوا له بالرحمه,ولنا