Jan 21, 2010

هل أنت فاسد؟

من الناس من يشكك فى وجود الشيطان أصلاً ويعتبرون أن شيطاننا هو أنفسنا أو رغباتنا وميلنا البشرى نحو شهوة العصيان, ولولا أن الشيطان حقيقة مؤكدة بالقرآن لكنت قد صدقت ذلك. ة
كثيراً ما أسأل نفسى إن كانت هناك ثوابت بالفعل أم أن الكبر يمنعنا من الاعتراف بخطأ تصوراتنا وقناعاتنا؟ وإن كانت الثوابت موجودة فهل هى نسبية أم مطلقة؟ هل يصح ان نقول عن شئ ما أنه ثابت ونسبى فى آن واحد؟ لا أدرى.ة
فى اليومين الماضيين ضبطت نفسى متلبسا بالفرح حين خسرت الجزائر أولى مبارياتها وبالحزن حين تاهلت للدور الثانى فى البطولة, شعرت بالخجل الشديد من نفسى وبالحيرة أيضا, ألست من المؤمنين بالعروبة والقومية كما أردد دوماً, هل أعيش بشخصيتين أصدر إحداهما للآخرين بينما أكمل حياتى بالأخرى؟ عندى يقين أتمنى أن يكون حقيقيا وهو أننى لست منافقاً, ماهو التفسير إذن؟ة
ربما يرى البعض أن الأمر تافه ولا يزيد عن كونه مجرد رأى فى مباراة كره, لكنى أراه ازمة حقيقيه, هل الإعلام هو الشيطان فعلا؟ هل نجحوا فى تسميم أفكارى وأنا من يرى نفسه عاقلا لا يمكن أن يزحزحه عن "ثوابته" كائن من كان؟ وإن كانوا قد نجحوا فى هذه فما يدرينى أنهم لن ينجحوا -أولم ينجحوا- فى غيرها؟ة
كثيراً ما أقول لنفسى حين يدور حديث عن الفساد والفاسدين امامى- وما اكثرهم – ان الفاسد لم يولد فاسداأ وربما كان فى شبابه مثالياً ويكره الفاسدين أيضا, فمن الذى أفسده؟ وكيف ذلت قدمه؟ إن الفساد فى رأيى ليس بالضرورة أن يكون سرقة أو رشوة او استغلالاً للنفوذ, بل من الممكن أن يقتصر على الزيف, زيف الشخصية وزيف الأفكار والمعتقدات, حيت تروج لمعتقد ثم تبيعه عند أول اختبار فأنت فاسد, حين تنتقد ما تراه انحرافا ثم تأتيه حين تضعك الظروف فى طريقه أو تضعه فى طريقك فأنت فاسد, حين لا تشعر بالدهشة ويصيبك الدوار وأنت تتابع أخبار الفساد وأهله فأنت فاسد حتى فى ظل قناعتك بأنه فساد, لم لا والفاسد نفسه يدرك أن ما يقوم به هو فساد.ة
لا أدرى إن كان ما كتبت تساؤلات طبيعيه من شخص يدعو الله أن يخرجه من الدنيا لا له ولا عليه أم أنها سوداوية فى غير محلها وانعكاس لحالة من القلق والاضطراب تلازمنى منذ فترة حتى ظننتها لن تنتهى, لا أعرف الإجابة ولا أملك سوى أن أسأل الله السلامة.